الاثنين، 8 أكتوبر 2012

تشخيص للعامل الحكومي




زرت اليوم إحد المكاتب الحكومية ، هناك طابع شبه متفق عليه في وجه كل العمال الحكوميين ، وهو ذلك الوجه الجاف القاسي ، شخصيا لدي تشخيص لتلك الحالة ، قد لا يخلو ـ أو يخلو ـ من الطرافة ـ أنتم من يحدد ذلك أولا وأخيرا :)
أتصور العامل الموريتاني في يومه الأول في العمل ذلك الرجل الوديع البشوش الذي يظن أن العالم فتح ذراعين دافئين من غير أذى لاحتضانه ، تراوده أحلام الوطنية وخدمة الوطن مادام الأخير حريصا عليه J ،
لا حدود للحماس الذي يغمر العامل في أيامه الأولى حتى أنه مستعد لنسيان مدرسة البيت والمجتمع في سبيل أحلامه الوردية عن الوطن وعن خدمته ، لكن الوحش يفتح فمه عادة ، ووحش الزبونية وساعات العمل المتعبة والغير معوضة والوجه الايقوني الغاضب للمدير تبدأ بصياغة رحلة أخرى تتميز بالأعراض التالية :
ـ نفاد بطارية المثالية
ـ شيخوخة الآلة العملية
ـ حمى سوء المعاملة والبخل في التعبير والإجابة
ـ  تغيرات جذرية على تعابير وجه العامل وجسمه ، وهي :
·      نكوش في شعر الرأس وتساقط في شعر الأهداب
·      عيون جافة خالية من أي تعبير غير الغضب منك أنت بالذات .
·      وجه كئيب يكرهك ، لله في الله
·      تطور جذري في أجهزة السمع ، حيث يسمع صوتك كصوت غريب كريه مهما كنت لطيفا ، على عكس صوت مديره مهما كان قاسيا .
·      هبوط شديد في أداء الحبال الصوتية بحيث يستفزك لتسأله مرة أخرى ليصب جام غضبه عليك مؤكدا أنك أصم . 

وكما يقولون دائما ، هذا أول تشخيص من نوعه ، لن تجده في أي مكان آخر فأحذر التقليد :) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق