الأربعاء، 18 يناير 2012

الرجل الواحد !


من منا لم يشاهد مسرحيات الفنان الكوميدي عادل إمام وخصوصا مسرحيته الكارثية التي لم تترك شيئا مضحكا يمكن أن يقال عن الزعيم العربي ؟ !

طبعا لا يدخل في ذالك التعميم شطحات القذافي التي حطمت كل الأرقام القياسية في الطرافة لولا الدموية التي أضفت إحساسا كريها من الضحك على أقواله لمن يذكر الظاهرة الكونية في خطب الديكتاتور المجنون وفكر "الزنكة زنكة" .

لنعد قليلا إلى عادل إمام والزعيم العربي ولنتذكر لقطة أرغمتني على كتابة هذه الحروف ، أذكر خطابه الذي يذكر فيه الرجل الواحد والشجرة الواحدة والبحيرة الواحدة والفأس الواحدة ، أذكر أنها 5 دقائق لقصة رجل واحد سيقوم بتصرف واحد وهو قطع الشجرة ، أذكر كيف تحولت قصة يمكن أن تحكى في ثانيتين ويمكن حساب الوقت من الآن وأقرأ "رجل قطع شجرة بفأس" هل هي ثانيتين ؟ أذكر كيف تحولت قصة كهذه إلى تصريفها في 5 دقائق ، طبعا لم يكن يقصد بذالك الشخص الديكتاتور وحتى لم تكن القصة ذاتها تحمل معنى كبيرا غير محاولة الاستظراف على حواشي مسرحية مليئة بالضحك ،

ما نشاهده هذه الأيام في وسائل إعلامنا الرسمية التابعة للنظام يعيد صياغة الرجل الواحد بنفس الطريقة التي صاغها عادل إمام هذا الرجل الذي أخذ مقصا واحدا وقطع الشريط الواحد قطعة واحدة ثم بعد ذالك حصلت طرطشة كبيرة ،

على جانب آخر من حواشي المسرحية الرائعة هناك حديث عن الإعلام في الأنظمة الشمولية وكيف أنه يختزل الإعلام في شخص الزعيم الملهم ويحول الشاشة إلى شيء يتحدث عنه دائما ولكم أن تتصوروا كمية الملل التي نصاب بها أثناء مشاهدتنا تلك ، لأن طبيعة الزعيم عندنا إنسان ممل جداا ، المهم في هذه اللقطة يخاطب الزعيم وزير إعلامه وهو غاضب " البارحة رأيت نشرة الأخبار ، فيها 15 خبر ليس فيها إلا 16 خبر عني"

الحقيقة أنا أمام حيرة كبيرة كيف لي أن أختار من بين اللقطتين المسرحيتين ما تصوره وسائل الإعلام عن زعيمنا الجنرال هل هو " الرجل الواحد الذي يرد في خبر واحد لمدة 30 دقيقة" أم هو صاحب "16خبر من أصل 15" ؟

الله يكون في عون من يتابع التلفزيون تلفزيون"الرجل الواحد" .


يمكنكم مشاهدة المسرحية كاملة من الرابط في الأسفل :


http://www.youtube.com/watch?v=SUR59gqFl7Y

الثلاثاء، 17 يناير 2012

الثقافة في موريتانيا برائحة الجيفة







لست أدري بأي لون تكتب الأشياء خصوصا إذا كانت حميمية وتحمل عبق الأشياء الرائعة ، لست أدري بأي لون يمكن أن تكتب الثقافة ، لم أتصور يوما أن هناك مجسما ما يمكن أن يحمل دلالة ثقافية تضرب في عمق أوتار القلب والعقل المتهافت إلى كل ما أمتع وأبلغ من تعبير ثقافي ، وكما للعقل أوتار يختلف "المراوغون، وصناع الجمال" في القدرة على إتقان مداعبتها توجد أيضا أوتار الحس الجميل التي تتراخى بفعل الجمال نفسه لتضرب نغمة أشبه بالهلاميات ، أشبه بالنشوة . تلك الأوتار لاتضرب من قبل أحد "المراوغين" تلك الأوتار من تخصص شيء واحد فقط ، لايمكن أن يؤثر فيها إلا ذالك الشيء ،،،، أنظر الصورة في الأسفل .
هل وجدتم الإجابة ؟

ذالك الشيء الغامض الذي يتقن اللعب على أوتار الإحساس هي "كيميا الجمال" ، هي ماتحدثه فيك رائحة الورود ورضى عيون الحبيب ومابين الحافتين من من جماليات قد تخترق وجدانك ، أنا لا أمزح ، أنا لا أمزح ، أنا لا أمزح .


لأني فكرت في كل هذه الأشياء بعد نصيحة لطيفة من أحد الشيوخ الحكماء ـ قال لي ـ "فكر دائما بصورة جميلة إن رأيت مايمكن أن يضرك" ،
كل ماذكرته في مقدمة التدوينة قد لايكون متناسقا ، قد لايعني لأي احد أي شيء ، لكنه ماحاولت أن أفكر به لأن كمية الأكسجين كانت ناقصة شيئا ما ، فكما تعلمون من سوء حظ من يعيش في موريتانيا أن حاسة التنفس لم تفصل عن حاسة الشم ، أي أنك لكي تتنفس يجب أن تشم ، وحين تشم ستصاب بضيق التنفس من رائحة الجيف والقاذورات المنتشرة في كل مكان هنا .
وحين سألت الشيخ الحكيم : ماذا لو لم أجد ما أفكر فيه ؟ ، أجاب أنظر حولك وفكر في أول شيء تراه وجل في خاطرك باحثا عن الأشياء الجميلة وحاول أن تنسى ، أغلب الأشياء المزعجة في هذا العالم تستمد إزعاجها من التصور .

جو الثقافة الذي صفعني أولا كان مزجا بين رؤية اللافتة المكتوب عليها وزارة الثقافة والمنصوبة أمام المكتبة الوطنية بقلب أنواكشوط ورائحة جيفة الحمار ،


وجبت على المثقفين والشعراء رثاء جيفة حمار بيت الحكمة في موريتانيا فهل من شاعر متبرع ؟ .

الأربعاء، 4 يناير 2012

الأحمدواهيون ـ الجدد والمخضرمون ـ
















" الأحمدواهيون الجدد" هذا المصطلح أطلقه لأول مرة أسمعه صديقي الأستاذ التاه ولد حبيب ، ربما كان يتحدث عن النسخة الثانية من تلامذة الأستاذ أحمدواه الشهير بأذكى تصفيقات العصر والمعروف إبان حكم ولد الطايع بالمصفق الأول .
دائما هناك خلاف بين محللي أداء النسختين ، النسخة القديمة من الأحمدواهين ـ والذين سأستسمحكم عذرا في تلقيبهم بـ " الأحمدواهيون المخضرمون" ـ والنسخة الجديدة في أيهما الأذكى والأبرع ، شخصيا أميل إلى أن الأبرع هي .... لا لايحق لي ذالك ، هنا على المدونة سأنشر مجموعات قصص من الفريقين وسأحاول إضفاء اللمسة القصصية الفنية على كل منهم مهما أمكن وسأترك الحكم لكم .

إنتظروا الحلقة الأولى ـ بإذن الله قريبا ـ ريثما تحصل المادة


الاثنين، 2 يناير 2012

أنت غبي ..


يوم عادي جدا ككل الأيام ، تميز فقط بالعثور على صديق قديم عرفته أيام الصبا بصفات محددة وأيام ود متقطعة بأيام عداء صبياني بدون أي سبب ، ـ وهو شيء عاد أيامه إن كنتم تذكرون ـ .

المهم ، كان فرحي به كبيرا ، كبيرا لدرجة لاتتخيلوها أبدا ، وبعد لحظات الأحضان ومحاولة تذكر أكثر اللحظات جموحا وسرد كل منا قصة سريعة عن ماقابله قبل اليوم من أشياء مميزة وأين كان كل منا ، فوجئت به يشدني من يميني بسرعة صائحا :
ـ إختبئ
ولم يترك لي فرصة للإختباء الطوعي فقد كان قد فعل ذالك بي ، حيث شدني بقوة ، بقوة كبيرة ، حصلت بعض التمزيقات في الثياب ـ نحمد الله عليها ـ وأيقنت أن صديق الطفولة هذا لم يتخلص بعد من مزاجه الغريب ، سألته :
ـ حسنا سأختبئ ، لكن لماذا ؟
صاح :
ـ ألا تدري لماذا ؟! ،
ضحك قليلا ثم مال إلي :
ـ تلك الفتاة ، كانت تنتظر ذات يوم أحدا يقلها عند أحد ملتقيات الطرق ، وكنت سيء الحظ ، ورمتني الصدف بمفاجئة أخرى ، لأني أكتشفت فيما بعد أن صديقتها مغرمة بصديق لي ، وصديقة صديقة صديقك كما تعلم صديقتك ، ثم سكت قليلا وأضاف :
ـ لا ليست صديقتك بالمعنى الذي فهمت ، هي صديقتك في المستوى الذي يأتي قبل صديقتك التي فهمت أنت ، هل فهمت ؟
كانت إجابتي : لااااااااااااااااااااااااااااااااااا
أطلق يدي وكأنه يرمي قشور موز وقال : لن تتغير أبدا ، ، ، أنت غبي .