الثلاثاء، 17 يناير 2012

الثقافة في موريتانيا برائحة الجيفة







لست أدري بأي لون تكتب الأشياء خصوصا إذا كانت حميمية وتحمل عبق الأشياء الرائعة ، لست أدري بأي لون يمكن أن تكتب الثقافة ، لم أتصور يوما أن هناك مجسما ما يمكن أن يحمل دلالة ثقافية تضرب في عمق أوتار القلب والعقل المتهافت إلى كل ما أمتع وأبلغ من تعبير ثقافي ، وكما للعقل أوتار يختلف "المراوغون، وصناع الجمال" في القدرة على إتقان مداعبتها توجد أيضا أوتار الحس الجميل التي تتراخى بفعل الجمال نفسه لتضرب نغمة أشبه بالهلاميات ، أشبه بالنشوة . تلك الأوتار لاتضرب من قبل أحد "المراوغين" تلك الأوتار من تخصص شيء واحد فقط ، لايمكن أن يؤثر فيها إلا ذالك الشيء ،،،، أنظر الصورة في الأسفل .
هل وجدتم الإجابة ؟

ذالك الشيء الغامض الذي يتقن اللعب على أوتار الإحساس هي "كيميا الجمال" ، هي ماتحدثه فيك رائحة الورود ورضى عيون الحبيب ومابين الحافتين من من جماليات قد تخترق وجدانك ، أنا لا أمزح ، أنا لا أمزح ، أنا لا أمزح .


لأني فكرت في كل هذه الأشياء بعد نصيحة لطيفة من أحد الشيوخ الحكماء ـ قال لي ـ "فكر دائما بصورة جميلة إن رأيت مايمكن أن يضرك" ،
كل ماذكرته في مقدمة التدوينة قد لايكون متناسقا ، قد لايعني لأي احد أي شيء ، لكنه ماحاولت أن أفكر به لأن كمية الأكسجين كانت ناقصة شيئا ما ، فكما تعلمون من سوء حظ من يعيش في موريتانيا أن حاسة التنفس لم تفصل عن حاسة الشم ، أي أنك لكي تتنفس يجب أن تشم ، وحين تشم ستصاب بضيق التنفس من رائحة الجيف والقاذورات المنتشرة في كل مكان هنا .
وحين سألت الشيخ الحكيم : ماذا لو لم أجد ما أفكر فيه ؟ ، أجاب أنظر حولك وفكر في أول شيء تراه وجل في خاطرك باحثا عن الأشياء الجميلة وحاول أن تنسى ، أغلب الأشياء المزعجة في هذا العالم تستمد إزعاجها من التصور .

جو الثقافة الذي صفعني أولا كان مزجا بين رؤية اللافتة المكتوب عليها وزارة الثقافة والمنصوبة أمام المكتبة الوطنية بقلب أنواكشوط ورائحة جيفة الحمار ،


وجبت على المثقفين والشعراء رثاء جيفة حمار بيت الحكمة في موريتانيا فهل من شاعر متبرع ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق