زرت اليوم إحد المكاتب الحكومية ، هناك طابع شبه متفق عليه في
وجه كل العمال الحكوميين ، وهو ذلك الوجه الجاف القاسي ، شخصيا لدي تشخيص لتلك الحالة ، قد لا يخلو ـ أو يخلو ـ من الطرافة ـ أنتم
من يحدد ذلك أولا وأخيرا :)
أتصور العامل الموريتاني في يومه الأول في العمل ذلك الرجل الوديع
البشوش الذي يظن أن العالم فتح ذراعين دافئين من غير أذى لاحتضانه ، تراوده أحلام الوطنية
وخدمة الوطن مادام الأخير حريصا عليه J ،
لا حدود للحماس الذي يغمر العامل في أيامه الأولى حتى أنه
مستعد لنسيان مدرسة البيت والمجتمع في سبيل أحلامه الوردية عن الوطن وعن خدمته ،
لكن الوحش يفتح فمه عادة ، ووحش الزبونية وساعات العمل المتعبة والغير معوضة والوجه
الايقوني الغاضب للمدير تبدأ بصياغة رحلة أخرى تتميز بالأعراض التالية :
ـ نفاد بطارية المثالية
ـ شيخوخة الآلة العملية
ـ حمى سوء المعاملة والبخل في التعبير والإجابة
ـ تغيرات جذرية على تعابير
وجه العامل وجسمه ، وهي :
· نكوش في شعر الرأس وتساقط في شعر الأهداب
· عيون جافة خالية من أي تعبير غير الغضب منك أنت
بالذات .
· وجه كئيب يكرهك ، لله في الله
· تطور جذري في أجهزة السمع ، حيث يسمع صوتك كصوت
غريب كريه مهما كنت لطيفا ، على عكس صوت مديره مهما كان قاسيا .
· هبوط شديد في أداء الحبال الصوتية بحيث يستفزك
لتسأله مرة أخرى ليصب جام غضبه عليك مؤكدا أنك أصم .
وكما يقولون دائما ، هذا أول تشخيص من نوعه ، لن تجده في أي مكان آخر فأحذر التقليد :)